أظهرت نتائج استبيان أقامه مركز المرايا للدراسات والإعلام في النجف الاشرف حول المشاركة في الانتخابات المقبلة والذي شمل عينه عشوائية في داخل المحافظة وأعلنت نتائجه من خلال مؤتمر صحفي إن نسبة الذين أجابوا بأنهم سيشاركون بالانتخابات اكثر (48%) ونسبة (94% ) من العينة المشاركة في الاستطلاع لا تثق بالأحزاب والقوة السياسية الحالية ,أضافة الى العديد من الاسئلة التي أجاب عليه المشاركون في الاستبيان .
وقال مدير مركز المرايا حيدر الزركاني ان" هذا الاستبيان جاء بجهود ثلة طيبة من الشباب من طلبة الصحافة في كليات الإعلام في النجف ومركز المرايا دعم الفكرة ونفذها بالتعاون معهم ,حيث تم تقديم التدريب اللازم لهم وكذلك تم تصميم استمارة الاستبيان وإعداد العينة واستمر لأكثر من أسبوع وبعدها تم اعتماد النتائج من خلال عينة عشوائية طبقية تتكون من 462 شخص مؤهل للانتخابات بمستوى ثقة 95% وهامش خطأ 3% وتم اعتماد برنامج (SPSS) الخاص بمعالجة البيانات الإحصائية في عملية التحليل .
وأضاف الزركاني ان " الاستنتاجات التي ظهرت تستند على معطيات الاستطلاع في ضوء كل جدول من الجدوال التي تضمنت خصائص العينة المشاركة في الاستطلاع وإجاباتها على الأسئلة المحددة في إستمار الاستفتاء، وهذا الاستناد يساعد على جعل الإستناج أقرب للواقع وأكثر دقة في تحديد التوصيات الضرورية في ضوء نتائج الإستفتاء.
وبين الزركاني ان " النتائج تضمنت خصائص العينة المشاركة في الاستطلاع والتي كانت 72% من الذكور و 28% بالإناث والتي تؤشر تقارب نسبة مشاركة الإناث من نسبة الكوته المقررة لمقاعد الإناث في مجلس النواب وجالس المحافظات، وكان بالإمكان أن تكون النسبة متقاربة إلى درجة المناصفة بين الذكور والإناث على إعتبار ممارسة الحقوق لا تمييز وإن كان دون موقف مسبق.
وأيضا ضمت الفئات العمرية المشاركة في الاستطلاع تؤشر مشاركة نسبة عالية جداً من الشباب إذ أن 54% من المشاركين في الاستطلاع هم من أعمار (18 – 29 ) سنة وبإضافة نسبة 21% من المشاركين من أعمار ( 30 – 40 ) سنة بإعتبار الشباب يصل إلى حد الأربعين سنة في أغلب الدراسات الإجتماعية، وهذا يعني إن نسبة الشباب تشكل 65% من المشاركين، بذلك يشكل الشباب القوة الإجتماعية الحقيقية الواعدة لعملية إستقرار البلاد وإعادة بنائه.
وتابع الزركاني ان" المستوى العلمي والثقافي يؤشر على نسبة عالية من المتعلمين تصل إلى (76%) إذا إعتمدنا التعليم ( الثانوني، والجامعي، والعالي ) والباقي من العينة المشاركة في الاستطلاع (7% يقرأ ويكتب) و(17 أبتدائي)، وهذه النتيجة على أهميتها لكنها لا تعطي إجابة علمية وعملية عن مستوى الوعي السياسي وبالتالي الوعي الإنتخابي في ضوء نتائج الاستطلاع وقبل ذلك في ضوء التجارب الإنتخابية السابقة.
فيما إن نسب المستوى الإقتصادي والإجتماعي تؤشر تنوع متناسب بعض الشيء ومحفز للمشاركة في الإنتخابات بسبب وجود نسبة 45% عاطلين عن العمل وهم ( العاطلون، وربات البيوت، والطلبة) لكونهم فئات لابد أن تشارك للدفاع عن مصالحها الإجتماعية والإقتصادية بشكل عام، وهذه النسبة تقترب من نسبة العينة التي أجابة بأنها تشارك في الإنتخابات (48%) وبذات الوقت تقترب من نسبة عدم المشاركة في الإنتخابات السابقة في المحافظة ( 40% - 45%).
واكد الزركاني إن " نسبة الذين أجابوا بأنهم يشاركون بالإنتخابات وهي (48%) تشكل نسبة واقعية، وعند إضافة نصف عدد الذين لم يحددوا موقفهم من المشاركة من عدمها فإن النسبة تصل إلى 55% وهي النسبة المتحققة غالباً في الدورات الإنتخابية السابقة (40% - 60%)، وهذا يؤشر لنا بأن الوعي الإنتخابي من حيث المشاركة لم يزداد حسب نتائج الاستطلاع.
فيما إن "دوافع المشاركة حسب نتائج الاستطلاع إيجابية جداً وذات مضمون واحد، إذ إن إحداث التغيير يستلزم ممارسة الحق الدستوري، وهذه الممارسة لا يمكن تحقيقها دون المشاركة بالعملية السياسية على إعتبار الإنتخابات مظهر من مظاهر العملية السياسية، والعكس صحيح إذ تؤدي المشاركة في العملية السياسية ممارسة للحق الدستوري وبالتالي يحث التغيير حسب إتجاهات التصويت.
وأوضح ان" النسبة لأسباب عدم المشاركة نجد إن 60% من الذين لا يشاركون بسبب إنتشار الفساد، وهذه النسبة العالية تؤشر لنا عدم إدارك بأن الفساد وإنتشاره كان بسبب عدم المشاركة وعدم الإختيار السليم الذي يستند على إختيار برامج عمل وليس مجرد أسماء أشخاص أو قوائم بدوافع لا علاقة لها بالحاجات الإساسية للفرد والمجتمع، كما هذه النسبة من العينة التي لا تشارك لا تدرك بأن مكافحة الفساد تتطلب المشاركة بحيوية عالية، وهذا ينطبق على من أجاب بعد الجدوى في حين المشاركة هي في صميم الجدوى لتصحيح المسارات، أما رفض العملية السياسية يحتمل دعوى غير سلمية وهذا لا نأمل أن يكون.
هذاو أجاب 56% من العينة المشاركة الاستطلاع بأنها لا تثق بإدارة المفوضية للعملية الإنتخابية، وهذه نسبة غالبة، وتنسجم مع مطالب المواطنين المتجسدة في التظاهرات أو في مختلف النشاطات وفي مختلف الصعد بما في ذلك تجمعات مدنية وسياسية.
واضاف الزركاني إن "نسبة التسجيل البايومتري وإستلام بطاقة الناخب من عدم التسجيل وإستلام بطاقة الناخب، هي نسبة متوافقة إلى درجة كبيرة مع نسبة الذين يشاركون في الإنتخابات مع نسبة الذين لا يشاركون كل حسب دوافعه ، فنسبة (69%) ممن سجلوا نطرح منها نصف نسبة من لم يحدد موفقه من المشاركة في الإنتخابات من عدمها وهي (7.5%) فالباقي (61.5%)، إذ أكدنا بأن نسبة المشاركة تتراوح بين ( 40% - 60%).
اشار الزركاني إن" نسبة 94% من العينة المشاركة في الاستطلاع لا تثق بالأحزاب التي شاركت بالإنتخابات والمقصود التي تشكلت منها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية تؤشر تغييراً إيجابياً في وعي المواطنين وهذا يعني بأن تغييراً في المشهد السياسي سيحصل في مسارات التصويت من قبل الناخبين، مع التأكيد بأن عدم الثقة بالأحزاب بشكل مطلق لا ينسجم مع الطموح ببناء عراق ديمقراطي لأن الديمقراطية من أهم مستلزماتها حرية التنظيم إلى جانب الحريات الأساسية الأخرى، كما تؤشر لنا هذه النسبة موقف لا يميّز بين وجود الأحزاب وأدائها، فالمطلوب موقف من الأداء والبحث عن أحزاب جادة في تحقيق برامجها بما في ذلك تأسيس أحزاب جديد وهذه من سنن العمل السياسي.
اما ما يتعلق توجهات الناخبين في الإنتخابات المقبلة ما أشرنا إليه من نظرة غير موضوعية للحياة الديمقراطية ومستلزماتها، إذ إن نسبة (70%) تريد إختيار مستقلون وهذا حق مشروع ولكن السؤال يطرح نفسه أين نجد المستقلون ؟! هل في إطار قوائم إنتخابية أم في ترشيح فردي؟ علماإن الترشيح الفردي لا يشكل نسبة تذكر. كما إن المستقلين إذا تجمعوا في قائمة واحدة أصبحوا حزب تجمعهم فكرة واحدة وإطار تنظيمي واحد، لذلك نقول لا يوجد مستقل إنما يوجد حزبي ولا حزبي، فالإنسان منحاز أما للخير أو الشر، إي بمعنى أولوياته قضايا الشعب أم قضاياه الشخصية والحزبية.