وقال مدير مركز المرايا للدراسات والإعلام الأستاذ حيدر الزركاني في كلمة له في المؤتمر ان " لقد منَ الله سبحانه وتعالى على الإنسانية عامة ، و على الامة الإسلامية خاصة ؛ أن جعل منهما علياً (عليه السلام) فهو رجل له من الخصائص والميزات ما ليس لغيره إلا أخاه الأحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أفاض سبحانه علينا أن جعله سيد الأوصياء ، و خليفته في عباده ، فظهر منه في إدارة شؤون الأمة ما إنماز به عمن سواه سابقين ، وتالين ، في المجالات كلها – دنيوية أو دينية – فجاءت سياسته منسجمة مع ما تحتاجه الأمة ، مؤطرة بحكمة عالية ، و بلاغة واضحة تعدت القول لتترجم بلغة الفعل و العمل .
وأضاف الزركاني "إيمانا من مركزنا بضرورة تسليط الأضواء على تراثه الضخم الذي لا تنفد جواهره ، و لا تنقص آلاؤه ، عمد حيث عقدنا مؤتمرنا الأول في العام الماضي تحت عنوان ( بناء الدولة في تراث الامام علي عليه السلام ) إلكترونيا بسبب الظروف الصحية حينذاك ، مكللة بالنجاح واليوم انبرى المركز مرة أخرى ، برعاية كريمة أيضا من الأمانتين العامتين للعتبة العلوية المقدسة ، ومسجد الكوفة المعظم ، و بالتعاون مع عمادتي كليتي الآداب ، و الإدارة والاقتصاد في جامعة الكوفة لعقد المؤتمر الثاني بعنوان : ( البعد الإداري وقواعد الحكم الرشيد في تراث الامام علي عليه السلام ) بمشاركة أكثر من (35) بحثاً الى (42) باحثا من مختلف الجامعات العراقية من الشمال الى الجنوب .
واكد الزركاني ان " المؤتمر يهدف الى إحياء السيرة العطرة للإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقراءة تراثه الإنساني بما يحقق إثراء الحياة المعاصرة ، ويتيح إجابات للأسئلة المعرفية عن أهمية الإرث الحضاري الإسلامي وكذلك التأصيل العلمي للمفاهيم الحديثة في تراث أمير المؤمنين (عليه السلام ) بما يعزز ثقة الشباب بتراثه الحضاري ، وينشر مفاهيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين أبناء الوطن بكافة اطيافه. مع إثراء المجال الرقمي العربي بمحتوى علمي رصين عن سيرة اهل البيت عليهم السلام .
من جانبه أوضح عضو مجلس ادارة العتبة العلوية الدكتور سليم الجصاني ان " الامام علي (ع) هو وجه العراق وهو الشخصية الأبرز في تاريخه الموغل في القدم بحضاراته المتعددة، وهو(سلام الله عليه) قد أحسن الى العراق في ادارته وانطلق منه في ادارة الامصار الاسلامية وانطلق من أناسه في نشر العلم والثقافة القائمة على أساس المحبة والتسامح والتعددية في الرأي، لذا فان من الجميل ان يعزز هذا الرمز وان تضمن مضامينه جميع رمزيات السيادة وأن تدرس سيرته؛ فضلا عن انطباق هذا الامر على دول أخرى لما كان لهذه الشخصية العظيمة من تأثير كبير بعد النبي محمد (ص). ومما أسهم في جودة الانتقال هو الاعتماد على النظم الإدارية للحضارات الأخر واشراك الأقوام المتعددة وضمها تحت خيمة الإسلام وتغذيتها بقواعد الحكم الرشيد الذي استند على قيم النبوة.
واشار الجصاني الى ان " العتبة العلوية المقدسة تسعى من خلال رعايتها للمؤتمر الى تبيان مقومات القيادة وسبل اختيار الموظفين مع تناول النظام المالي والاداري وعرض مفاهيم المساواة والشفافية ورعاية الحقوق وأسس التنمية الاقتصادية وغيرها من المسائل ذات الأهمية في تحقيق مفاصل عنوان المؤتمر الذي يهدف الى جودة الحكم، مع تقديم الشكر الموصول الى المؤسسات والشخصيات التي سعت.
فيما بين المعاون الثقافي لمسجد الكوفة المعظم الأستاذ ذو الفقار الحيدري في كلمة له " يشاء القدر ان تعيد مدينة الكوفة العلوية ومن خلال مسجدها المعظم مناقشة آليات الحكم الرشيد عند أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وذلك من خلال رعايتها المؤتمر العلمي الثاني لإحياء تراث أمير المؤمنين (ع) وقد اكتسب موضوع الحكم الرشيد أهمية متزايدة في السنوات القليلة الماضية وكثرت المبادرات الداعية للإصلاح وإحلال الحكم الرشيد, نظراً لما شهده العالم المعاصر في الآونة الأخيرة من أحداث متلاحقة وتطورات سريعة ومن خلال إقامة هذا المؤتمر نستذكر قيادةً وادارةً لحكومةٍ ليس لها نظير في العالم سوى حكومة رسول الله وقيادته, فهي حكومة تميزت بالعدل والمساواة في التوزيع والعطاء وحكومة لا تفرق بين عربي وأعجمي فهذه القيادة وهذا المنهج في الحكم يستحق ان يخلد ويستحق منا ان نحيي ذكرى تلك الحكومة والدولة العادلة ومثل تلك القيادة تحتاج الى حاضنة لاستقبال قرارتها وتطبيق مفاهيمها لذا اختار الامام علي مدينة الكوفة عاصمة لحكمه الرشيد.
فيما أعتبر عميد كلية الادار والاقتصاد بجامعة الكوفة عضو اللجنة العلمية الدكتور يوسف الطائي "عقد المؤتمر جاء لما يحمله بين طياته من الإرث الحضاري والإداري لأحياء تراث أمير المؤمنين عليه السلام وبإبعاده الإدارية والاجتماعية وقواعد الحكم الرشيد بسبب العلاقة الارتباطية بين الحاضر والماضي من أجل استشراف المستقبل , وتعد مدرسة الامام (عليه السلام )مدرسة فكرية شاملة وفلسفة متكاملة لتحقيق التميز والريادة في كافة مجالات الحياة .
وختم الطائي ان "هذا الجهد المبارك ما هو إلا حصيلة نتاج رأس المال الأكاديمي والمهتمين بالشأن العلمي والمعرفي للأطروحات الفكرية والإرث الإداري للإمام (عليه السلام) حيث تعلمون ان عملية البحث العلمي في هكذا مواضيع هي من صلب اهتمام واختصاص الجامعات لان الجامعة تعد إشعاع فكري وحضاري وعليها إن تأخذ بنظر الاعتبار البحث والتقصي عن الحقائق العلمية سواء كانت معاصرة او حقائق تاريخية يتوافر لها خزين معرفي تراكمي ولأهمية هذا الخزين من الممكن الاستفادة منه في الوقت الحاضر وهنا لابد من الإفصاح عنه وترويجه لمن يريد ان معرفة الممارسات الإدارية التي مورست في عهد الامام علي (عليه السلام) وامكانية الاستفادة منها ضمن الأطر الاجتماعية والنفسية والأخلاقية والفلسفية والادارية وغيرها , موكداً ان "جامعة الكوفة احدى الصروح العلمية التي وضعت ضمن أولوياتها هذا الارث العظيم الذي تركه لنا اهل البيت عليهم السلام ليكتب على صفحات جامعتنا بحروف من نور من خلال المساهمة والمشاركة وتشجيع هكذا مؤتمرات تهتم بالنهوض بالممارسات الادارية الذكية والقيادة و والحكم الرشيد في فكر الامام (عليه السلام) .
من جانب اخر قال رئيس اللجنة الاعلامية للمؤتمر عقيل غني جاحم " تم عقد اربعة جلسات بحثية خلال أيام المؤتمر الثلاث تناوبت على احتضانها قاعة مكتبة كلية الاداب بجامعة الكوفة وقاعة الحبوبي في اتحاد الادباء والكتاب في النجف الأشرف ,وتناولت مختلف المحاور الخاصة بالإدارة والحكم الرشيد في تراث امير المؤمين(عليه السلام) .
وأشار جاحم ان " اليوم الاخير من المؤتمر تضمن قراءة البيان الختامي والتوصيات من قبل مدير مركز المرايا للدراسات والإعلام , والتي اوصت بتبني منهج الامام علي (عليه السلام) و سياساته في القيادة والإدارة وحفظ المال العام ومكافحة الفساد ونشر العدالة والمساواة بين الرعية واختيار المسؤولين على اساس الكفاءة والنزاهة والدعوة الى إنشاء معهد تخصصي في تراث الامام علي (عليه السلام) يهدف الى ترجمة ما اثر عنه في المجالات كلها الى ارض الواقع .
ودعت توصيات المؤتمر " الى مفاتحة الجهات ذات العلاقة بضرورة تبني البحوث التي انتجها المؤتمر ووضع اليات وبرامج لتطبيق مخرجاتها مع مفاتحة كليات الآداب قسم الفلسفة والإدارة والاقتصاد والقانون والعلوم السياسية بضرورة ايلاء تراث امير المؤمنين (عليه السلام) في محوري الادارة والحكم الرشيد اهمية خاصة على مستوى التعليم والبحث العلمي وحث لباحثين في الدراسات الاولية والعليا على تناولها تناولا علميا رصينا و لأهمية اللحمة الاجتماعية و ضرورة العمل على حفظها في عراقنا الحبيب نوصي بتبني سياسات الامام علي(عليه السلام) في تعامله مع الاقليات بأصنافها بوصفه التعامل الامثل على مستوى الانسانية عامة وختمت بالتوصية الى الجهات ذات العلاقة تبني سياسات وقواعد التنشئة التي قام بها الامام (عليه السلام) في ترسيخ مبادئ النزاهة والحفاظ على المال العام من خلال برامج تدريبة للموظفين والقائمين على الخدمة العامة واشراك الجامعات ومراكز الابحاث في وضعها و تنفيذها على ارض الواقع.