الانحياز التام لصالح العدوان ، سقوط الإعلام الغربي في مستنقع التزييف والكذب

 


المرايا – النجف الاشرف  سقطت معايير الموضوعية والحياد و الصدق في نقل الاخبار ، في الإعلام الغربي و في اشهر مؤسساته واكثرها عراقة ، بسرعة كبيرة بعد عمليات طوفان الاقصى التي انطلقت من قطاع غزة في السابع من اكتوبر الجاري . بل اظهرت تلك المؤسسات عنصرية فاقعة حتى مع العاملين فيها .

 

عنونة أشهر الصحف الغربية قصصها عن عمليات طوفان الأقصى بعناوين تركز على الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على إسرائيل، وإغفال أو التقليل من أهمية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. كما تميل هذه العناوين إلى تصوير الفلسطينيين بشكل سلبي، وإبرازهم على أنهم إرهابيون أو مخربين.

 

ومن ابرز القصص المفبركة التي عمد الإعلام الغربي الى ترويجها نقل تصريحات عن مسئولين إسرائيليين جاء فيها أنّهم "عثروا على جثث لأربعين رضيعًا برؤوس مقطوعة في مستوطنة كفار عزا."

 

وعلى الفور، تناقلت الصحف ووسائل الإعلام الغربية الخبر لحشد الرأي العام الغربي ضد القطاع المحاصر.

وكتبت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على صدر غلافها: "أطفال بُترت رؤوسهم: 40 طفلًا قتلوا رميًا بالرصاص"، حسب ادعاءاتها.

كما كتبت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية ايضا على صفحتها الأولى: "حماس تذبح حناجر الرضع".

كما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا بالرئيس الأمريكي جو بايدن، نقل عبرها إشاعته للأخير ليسهم في انتشار الخبر كالنار في الهشيم.

وعقب الاتصال، تحدث بايدن أمام قيادات للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، مؤكدًا لهم صدمته من المشاهد التي رآها، قبل أن يخرج البيت الأبيض بعد ساعات فقط نافيًا الخبر من أساسه.

 

"نساء مغتصبات!"

 

ومن بين الادعاءات الكاذبة الأخرى التي تم روّجتها عدد من وسائل الإعلام الغربية، وقوع حالات اغتصاب في صفوف النساء الإسرائيليات.

 

واعتمدت الوسائل الإعلامية الغربية على خطاب ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيه: "رأينا فتياناً وفتيات مقيدين، وقد أصيبوا برصاصة في الرأس. حرق الرجال والنساء أحياء. الشابات اللاتي اغتصبن وذبحن".

 

من جانبها، كذبت المقاومة الفلسطينية هذه الادعاءات، حيث قالت حركة حماس في بيان إنها "لا تستهدف الأطفال"، داعية وسائل الإعلام الغربية إلى "تحرّي الدقة وعدم الانحياز لرواية الاحتلال الغاصب".

 

كما جاءت شهادات المستوطنين الإسرائيليين لتنفي الصورة الشيطانية التي رسمها الإعلام الغربي للمقاومة، حيث قالت إحدى المستوطنات التي دخل المقاتلون بيتها، بأنهم "أخبروني نحن مسلمون لن نؤذيكم!".

 

وبثت كتائب القسام صور مقاتليها وهم يخلون سبيل مستوطنة وطفليها.

 

 

  ينظر الإعلام الغربي إلى الأحداث في غزة على أنها حرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي نصنف في الغرب  كـ ( منظمة إرهابية) ، تعتبرها إسرائيل والعديد من الدول الغربية تهديدًا لأمنها. يركز هذا المنظور على الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على إسرائيل، ويجادل بأن إسرائيل تتصرف في حقها في الدفاع عن نفسها من هذه الهجمات.

 وقد انتشرت السردية الإسرائيلية حول عملية طوفان الأقصى  مع كثرة المعلومات الزائفة والمضلّلة التي انتشرت حول المعركة  مع الكثير من الدعايات والتي تناقلتها وسائل الإعلام  الغربية  دون تحقّق  مع عنصرية فاقعة ضد الصحفيين الذين تعاطفوا مع الفلسطينيين او ايدوا حماس :

من أشهر السرديات التي يتم تروجها في وسائل الإعلام الغربية:

إيه بي سي نيوز

نشرت شبكة إيه بي سي نيوز عدّة مقالات وتقارير تُحاول فيه شرح الوضع في غزة أو التطرق لما يجري، لكنها أشارت في أكثر من تقريرٍ لها إلى أن المدنيين في القطاع يشعرون بالخوف «نتيجةً للضربات الإسرائيلية التي تستهدفُ مقاتلي حركة حماس الإرهابية»، بينما وثَّقت عشرات التقارير كيف كانت الغارات الإسرائيلية تنتهجُ استراتيجية الحزام الناري لإجبار آلاف المدنيين على النزوح من مناطقهم فضلًا عن الاستهداف المتعمّد لمئات المنازل والشقق السكنية بذريعة وجود مقاتلي القسّام فيها عدا عن المجازر التي طالت عشرات الأسر الفلسطينيّة من بينها مجزرة مدينة غزة التي طالت النازحين خلال محاولتهم الانتقال من مدينة إلى أخرى. تعمَّدت إيه بي سي نيوز كذلك في مقالاتها استعمال الأفعال المبنية للمجهول حين الحديث عن المجازر التي تحصل في غزة وعن كل ما طالَ القطاع من خراب ودمار، بحيث لا تُشير للجانب الإسرائيلي وأنّه المسؤول عن كلّ هذا بل تكتفي بالإشارة لتعرض المباني للخراب والبنية التحتية للدمار وفقط.

 

إم إس إن بي سي

مع استمرار عملية طوفان الأقصى، وفي يومها التاسع (15 أكتوبر 2023) قرَّرت شبكة إم إس إن بي سي الأمريكية إيقاف ثلاثة من مقدمي البرامج الرئيسية فيها، ويتعلّق الأمر بالصحفي الأمريكي ذي الأصول المصرية أيمن محيي الدين والصحفي البريطاني ذي الأصول الهنديّة مهدي حسن والصحفي الثالث علي ڤالشي. خلقَ تهميشُ الصحفيين الثلاث خاصّة وأنهم قدموا رواية مغايرة عن تلك التي تناقلتها باقي وسائل الإعلام الغربية المنحازة لإسرائيل ضجة اضطرَّت معها الشبكة الأمريكيّة لإصدار بيانٍ قالت فيه إنّ تغيير الصحفيين والمذيعين الثلاثة مصادفة وأنهم لا زالوا يُشاركون ضمن برامجها.

 

الغارديان

أقالت صحيفةُ الغارديان البريطانيّة رسام الكاريكاتير المشهور ستيف بيل والذي اشتغلَ لديها لما يزيدُ عن 40 سنة. جاءت إقالة بيل عقبَ رسمه لصورة كاريكاتيريّة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحملُ مشرطًا في يده ويُطالب من سكان قطاع غزة – المرسومة على بطنه – بالاستعداد للخروج حتى يلتهمهم. اعتبرت جهات إسرائيلّة أنّ الرسم الكاريكاتيري هو معادٍ للسامية. نشرت الغارديان بيانًا لاحقًا تُعلن فيه اتخاذ القرار بعدم تجديد عقد ستيف بيل، لافتةً إلى أنّ رسومه الكاريكاتيرية كانت جزءًا مهمًا من الصحيفة على مدار الأربعين عامًا الماضية ثم قدّمت شكرها له من دون أن تتطرّق لسببِ الإقالة أو تشرحه.

 

بي بي سي

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023 اعتذارًا على لسان مقدّمة برامجها مريم موشيري . بُثَّ الاعتذار مرتين خلال نفس اليوم وفيه اعتذرت الصحفية في نحو نصف دقيقة عمّا أسمته القناة «نقلنا المضلل بأن المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين في بريطانيا أيّدوا حماس»، وكانت بي بي سي قد زعمت في وقتٍ سابق لما نظَّم آلافُ البريطانيين مظاهراتٍ ضخمة أمام مقرها دعمًا للقضية الفلسطينية ولقطاعِ غزّة ورشقوا بعضًا من بوابات الدخول الرئيسية لهيئة الإذاعة بمادة تُشبه الدم في إشارةٍ لتغطيتها المنحازة للجانبِ الإسرائيلي زعمت أنّهم من مؤيدي حماس، خاصة وأنّ المملكة المتحدة تُصنّف حركة المقاومة الإسلامية والتي تُعرف اختصارًا بحماس منظمة إرهابية وذلك في محاولةٍ كما بدى من القناة لربطِ التعاطف والتظاهر لأجل فلسطين بدعمِ منظمة تضعها لندن على قوائم الإرهاب.

 

اتُهمت القناة من طرفِ المتابعين بالانحيازِ لإسرائيل وبمحاولة تبرير كل ما تقوم به تل أبيب والتجييش ضد الفلسطينيين. نشرت القناة على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي مقالةً على شكل سؤال بصيغة: «هل تبني حماس أنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟» (بالإنجليزية: Does Hamas build tunnels under hospitals and schools؟)‏، وفي معرض ردّها على هذا السؤال الذي قالت إنّه قد وردَ من قارئ مجهول وصفت القناة البريطانيّة أنفاق غزة بالمتاهة المترامية الأطراف مضيفةً أنها تُستخدم لنقل البضائع والأشخاص، وتخزين الأسلحة والذخائر، وإيواء مراكز القيادة مؤكّدة على أنه يصعبُ تحديد موقعها على وجه اليقين، ومع ذلك فقد توقّعت بأن تمر هذه الأنفاق من تحتِ الأحياء المكتظة بالمنازل والمستشفيات والمدارس لأنّ غزة قطعة صغيرة من الأرض (بالإنجليزية: small sliver of land)‏ كما وصفت.

بي بي سي عربي

نحن نقوم حاليًا بالتحقيق في هذه المسألة. نأخذ اتهامات انتهاك إرشادات تحريرنا ووسائل التواصل الاجتماعي على محمل الجد، وإذا تبين وجود انتهاكات، سنتخذ إجراءات، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية.

— المتحدث باسم بي بي سي ردًا على بدء إجراءات التحقيق.

كشفت صحيفةُ ذا تيليغراف أن قناة بي بي سي عربي وهي النسخة العربية من قناة بي بي سي البريطانيّة تُحقّق 6 صحفيين وصحفيات عرب بسببِ ما وصفتها بـ «تغريدات عن فلسطين» اعتبرتها الشبكة «منحازة ضد اسرائيل» و«تُبرر قتل حركة حماس للمدنيين الاسرائيليين». تبيَّن لاحقًا أنّ الأمر يتعلق بكل من محمود شليب، سالي نبيل، سلمى الخطاب، عمرو فكري وآية حسام (صحافية بدوام جزئي)، سناء الخوري وندى عبد الصمد.

 

تعرّضت القناة لانتقاداتٍ بسبب قرارها بفتحِ هذا التحقيق، خاصّة وأنها تُتهم بالانحياز لإسرائيل وفي ظلِّ البروباغندا الإسرائيلية ضدّ القضية الفلسطينية وضدّ المحتوى الفلسطيني، حيث ركَّزت عشراتُ القنوات الغربية الضوء على من تصفهم بـ «المدنيين الاسرائيليين» وما حصل لهم جرّاء عملية حماس في حين تتجاهل نفس وسائل الإعلام هذه المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا بالمئات خلال الغارات الجوية على القطاع.

 

أدانَ المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تحويل الصحفيين الستّة في مكتب بي بي سي بالقاهرة وبيروت للتحقيق ووقفهم عن العمل بسبب دعمهم فلسطين، لافتًا إلى أنّ هذا الإجراء يُخالف المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنصُّ على أنه لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود. جديرٌ بالذكرِ هنا أنه وفي يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر نظَّم آلاف الأشخاص في المملكة المتحدة تظاهرات حاشدة في العاصمة لندن وخصوصاً أمام مقر قناة حيث طُليت بعضٌ من جدران مبنى القناة بالأحمر احتجاجًا على ما وصفوها بـ «التغطية المنحازة» ضد الحقّ الفلسطيني.

 

 

 

 

 
أحدث أقدم