حيدر عبدالله الزركاني*
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى هو مركز أبحاث أمريكي مرموق تأسس عام 1985، يركز على دراسة قضايا الشرق الأوسط ودعم المصالح الأمريكية في المنطقة.
يُعدّ المعهد من أبرز مؤسسات الفكر المؤثرة في دوائر صنع القرار الأمريكي، حيث يقدم تحليلات وتوصيات لواضعي السياسات حول مختلف القضايا الإقليمية، بما في ذلك:
النزاعات الإقليمية
قضايا الأمن القومي
الديمقراطية وحقوق الإنسان
الاقتصاد والطاقة
العلاقات العربية-الإسرائيلية
و يُثار الجدل حول دور معهد واشنطن في رسم السياسات الأمريكية في العراق والمنطقة العربية، خاصةً فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل. اذ يميل المعهد إلى وجهة نظر متحيزة لصالح إسرائيل وتخدم تحليلاته وتوصياته مصالح اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
فقد خرج المعهد من عباءة لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) أكبر منظمات اللوبي الصهيوني
ساهم المعهد في ترويج سياسات أمريكية أدّت إلى نتائج سلبية في المنطقة،
و لا شكّ أنّ معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يُعدّ لاعبًا مهمًا في مجال السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأدنى.
وخدم الكثير من باحثي المعهد بإدارات أميركية مختلفة في الماضي، ومن أهم باحثيه الذين خدموا في ملفات الشرق الأوسط يبرز اسمان لهما باع طويل وهما مارتن إنديك ودينيس روس. و جيمس جيفريالذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في تركيا و العراق
وكان المعهد قد قدم العام 2003 تحليلات وتوصيات دعمت غزو العراق، بحجة وجود أسلحة دمار شامل لدى نظام صدام حسين.اتّهممنتقدو المعهد بأنّه روّج لمعلومات مضللة حول العراق، وساهم في تبرير الحرب
ويدعم المعهد بقوة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.اذ يُقدم تحليلات وتوصيات تُشجّع على التعاون بين الدول العربية وإسرائيل في مختلف المجالات.
كما يقدم المعهد تحليلات وتوصيات حول مختلف قضايا الأمن القومي في المنطقة، مثل: التهديدات الإيرانية، و ما يسميه بالميليشيات المسلحة، والإرهاب.
اذ رصدنا خلال السنتين الاخيرتين تركيز المعهد و بشكل مكثف على الملف الايراني و الفصائل المسلحة في العراق وسوريا وحزب الله في لبنان وبشكل داعم للكيان الصهيوني ومحرض على تلك الفصائل وعلى ايران .
ويلاحظ المتتبع الفاحص لهذه التحليلات المؤثرة على سياسة الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ودعم الدول الحليفة في المنطقة.وجود كثير من التدليس وخلط الاوراق وفي نفس الوقت وجود الكثير من المعلومات الدقيقة عن الشخصيات والامكانيات التي تملكها الفصائل المسلحة .
و قد تكون هذه المعلومات والاسماء غير معروفة للرأي العام حتى في بلدانها قبل نشر تلك التحليلات و التقارير من قبل المعهد كما حصل مع (وسام الساعدي الذي اغتالته طائرة اميركية من دون طيار وسط العاصمة بغداد قي شباط الماضي .
وكان المعهد اصدر العام 2020 دراسة بعنوان : "التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق". و اسس منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات" والتي تعمل على تزويد الصحفيين والمحللين الحكوميين بملفات تعريفية موجزة وواضحة لكل من كيانات الميليشيات العراقية الرئيسية التي تمت مناقشتها في تنبيهات أبحاث الميليشيات البارزة. يوفر كل ملف تعريف البيانات الأساسية (الاسم والشعار ونوع النشاط) ويلخص أفضل الأدلة المتاحة فيما يتعلق بتاريخ الكيان ومواءمته وعلاقاته مع المجموعات الأخرى. يتم تحديث الملفات الشخصية بانتظام.
و كان من بين مؤسسها مايكل نايتس، الذي يقول عنه الموقع الرسمي للمعهد انه ينتقل بين مناطق كثيرة من العراق واليمن ودول الخليج العربي ويقدم بانتظام إحاطات لصانعي السياسات في الحكومة الأمريكية ولجان الكونغرس والمسوؤلين العسكريين الأمريكيين حول الشؤون الأمنية الإقليمية. وقد عمل على نطاق واسع مع الوكالات العسكرية والأمنية المحلية على الأرض في العراق ودول الخليج واليمن.
و من ما تقدم يتضح لدينا الدور الذي يلعبه المعهد في التأثير على السياسات و توجيه الرأي العام الاميركي و العالمي و العربي ايضا خاصة بعد تبني و سائل اعلام عربية كبرى لمتبنيات المعهد و منها صحيفة الشرق الاوسط السعودية و الاهرام المصرية و قناة العربية و بعض المنصات و صفحات التواصل الاجتماعي اضافة الى تأثر الكثير من المحللين والكتاب العرب بما ينشره المعهد .