حيدر عبدالله الزركاني
رئيس مركز المرايا للدراسات والإعلام
النجف الاشرف
مقدمة :
تعتبر مراكز الدراسات الأمريكية من أهم المؤسسات الفكرية التي
تشكل الرأي العام وتساهم في صناعة القرار في الولايات المتحدة والعالم. هذه
المراكز، التي تتراوح بين المعاهد البحثية إلى المؤسسات غير الربحية، تلعب دوراً
حيوياً في تحليل القضايا الدولية والإقليمية، وتقديم توصيات لصانعي السياسة .
ولتعرف على طبيعة عمل هذه المؤسسات لابد لنا في البداية من التمييز
بين ما يعرف مراكز الأبحاث ومراكز التفكير (Think Tanks)
فمراكز الأبحاث ومراكز التفكير (Think Tanks)
مصطلحان يستخدمان غالبًا بالتبادل، ولكن هناك بعض الفروقات الدقيقة بينهما:
مراكز الأبحاث
- التركيز على
البحث العلمي: تركز مراكز الأبحاث بشكل أساسي على إجراء البحوث والدراسات
العلمية في مجالات محددة، مثل العلوم الطبيعية، والاجتماعية، والإنسانية.
- الأهداف: تهدف
إلى توسيع المعرفة البشرية، وتطوير نظريات جديدة، وإيجاد حلول للمشكلات العلمية.
- النتائج: تنتج
مراكز الأبحاث مقالات علمية، وكتب، و تقارير بحثية يتم نشرها في المجلات العلمية
أو المؤتمرات المتخصصة.
- التمويل: غالبًا
ما يتم تمويل مراكز الأبحاث من قبل الحكومات، أو الجامعات، أو المنظمات غير
الحكومية، أو الشركات الخاصة.
مراكز التفكير (Think Tanks)
- التركيز على
السياسات العامة: تركز مراكز التفكير على تحليل القضايا السياسية والاجتماعية
والاقتصادية، وتقديم توصيات لصانعي القرار.
- الأهداف: تهدف
إلى التأثير على السياسات العامة، وتقديم حلول للمشاكل المجتمعية، وتطوير السياسات
المستقبلية.
- النتائج: تنتج
مراكز التفكير تقارير وتحليلات حول القضايا الملحة، وتقدم توصيات عملية لصانعي
القرار.
- التمويل: يتم
تمويل مراكز التفكير من مصادر متنوعة، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات غير
الحكومية، والشركات، والأفراد.
وباختصار فأن
مراكز الأبحاث تركز على إنتاج المعرفة الجديدة، بينما مراكز التفكير تركز على
تطبيق هذه المعرفة لحل المشكلات الواقعية. مراكز الأبحاث تهتم بالجانب النظري،
بينما مراكز التفكير تهتم بالجانب العملي والتطبيقي.
وعليه غالبًا ما تتداخل الأدوار بين مراكز
الأبحاث ومراكز التفكير، حيث يمكن لمركز أبحاث أن ينتج أبحاثًا ذات صلة بالسياسات
العامة، ويمكن لمركز تفكير أن يجري أبحاثًا علمية لدعم توصياته. مراكز الفكر هي
مصطلح أوسع يشمل مراكز الدراسات ومعاهد الأبحاث التي تركز على السياسات العامة.
النماذج المختارة
هناك مئات مراكز الاميركية والعشرات منها
المهتمة بالشرق الاوسط سنختار خمسة مراكز مهمة لأسباب متعددة منها :
1- تركز
اهتمامها بالشرق الاوسط و العراق
2- توجد
لها مقرات او فروع في الشرق الاوسط والعراق
3- كان
لها الاثر الواضح على سياسات الولايات المتحدة كما لها اثر في بلدان المنطقة
وسأركز هنا على العراق ونظرة عامة على مواقف هذه المراكز من القضية الفلسطينية و
لبنان وايران لأهميتها في احداث الساعة .
وهذه المراكز هي :
1- معهد
واشنطن لسياسات الشرق الادنى
2- مركز
كارنيغي للسلام الدولي
3- مؤسسة
بروكينجز
4- المعهد
الوطني الديمقراطي
5- المعهد
الجمهوري الوطني
وبعد ان نتعرف على
نبذه مختصر على كل منها سنحاول الاجابة على الاسئلة التالية :
- الأيديولوجيات
التي تمثلها مراكز الدراسات الأمريكية ؟
- العلاقات
بين مراكز الدراسات الأمريكية وصانعي السياسة في الولايات المتحدة ؟
- العلاقة
بين هذه المراكز واللوبيات المؤثرة في السياسة الأمريكية؟
- أبرز
القضايا التي تركز عليها هذه المراكز في الشرق الأوسط.
- تأثير
مراكز الدراسات الأمريكية على السياسات التشريعية والعامة وبناء الدولة في العراق
؟
1- معهد
واشنطن لسياسات الشرق الادنى
· التأسيس: عام
1985 برعاية من لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية (أيباك). يقع مقره في العاصمة
الأمريكية واشنطن
· التركيز:
يُعتبر أهم واكبر المراكز الفكرية التي تهتم بدراسة قضايا الشرق الأوسط حصريا
وتأثيرها على السياسة الأمريكية.
· ويضم
خبراء في مجموعة واسعة من القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية التي
تغطّي كل ركن من أركان الشرق الأوسط. فهم يتحدثون لغات المنطقة، وعاشوا وعملوا
هناك، وغالباً ما ينحدرون من المنطقة نفسها.
· يفتخر
المعهد بالقائمة الطويلة من "خريجي" المعهد الذين استمروا في الخدمة في
كل جهاز حكومي أمريكي تقريباً ويلعبون دوراً في صنع السياسات في الشرق الأوسط -
بما في ذلك في "مجلس الأمن القومي" و "وزارة الخارجية" و
"البنتاغون" ومجتمع الاستخبارات.
· المؤسسون : باربي
واينبرغ، الرئيسة المؤسسة للمعهد والزعيمة المدنية من لوس أنجلوس، وخليفتها مايكل
شتاين، مُحسِن من نيويورك وپالم بيتش
· ادارة
المعهد: منذ العام 1993 الى الان بقيادة روبرت ساتلوف
· ابرز
الخبراء : دينس روس ، مايكل
آيزنشتات ، مايكل نايتس
· المالية : يعتمد
المعهد على التبرعات من الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك الحكومة
الأمريكية و يصنف كمنظمة غير ربحية منظمة
501(ج)(3) حسب القانون الاميركي بلغت ايراداتها
24,631,416 $ خلال العام 2021 فيما بلغت نفقاتها لنفس العام 14,975,658 $
· رواتب
الاشخاص الرئيسيين :
وبرت ساتلوف ، المدير التنفيذي 527,118
دولار
دينيس روس ، مستشار 333,696 دولار
مايكل سينغ ، المدير الإداري314,309
دولار
ديفيد ماكوفسكي ، زميل أول307,044 دولار
ماثيو ليفيت ، زميل أول 236,995
دولار
المصدر: نموذج IRS 990 (الصفحة
7)، سنة التقديم 2021
2. مركز كارنيغي للسلام الدولي:
· التأسيس:
تأسس في عام 1910.
· مؤسسة مكرسة لتعزيز
التعاون بين الدول وترويج التزام الولايات المتحدة الفاعل على الساحة الدولية.
أسّسها أندرو كارنغي عام 1910 كمؤسسة غير حزبية.
· التركيز: يركز على
مجموعة واسعة من القضايا الدولية، بما في ذلك الأمن الدولي، الديمقراطية، حقوق
الإنسان، والاقتصاد العالمي. ن خلال الأبحاث والمنشورات وعقد الاجتماعات،
وأحياناً إنشاء مؤسّسات جديدة وشبكات دولية، يصوغ الباحثون في المؤسسة مقاربات
جديدة حول السياسات. مع التركيز على القوى الاقتصادية والسياسية
والتكنولوجية التي تحرّك التغيير العالمي ولها في ذلك عدة برامج من بينها:
1- الإصلاح السياسي في
الشرق الأوسط
2- إعادة بناء مؤسسات
الدولة العصرية
3- تطور الأحزاب السياسية
4- الإدارة الأميركية ودعم
الديمقراطية العالمية
5- سيادة القانون
· الشخصيات المؤسسة: تأسس
المركز من قبل رجل الأعمال الأمريكي أندرو كارنيغي.
· له
فرع في بيروت بأٍسم مركز كارنيغي للشرق الأوسط تأسس العام2006
· التمويل: يعتمد المركز
على التبرعات من الأفراد والمؤسسات باعتباره مؤسسة غير ربحية منظمة
501(ج)(3) بلغ مجموع اراداتها 75,940,491 $ فيما بلغت نفقاتها 39,812,875$
رواتب الاشخاص الاساسيين :
توماس كاروثرز ، نائب الرئيس الأول
للدراسات
387,739 دولار
بول هاينلي ، المخرج 383,317 دولار
جورج بيركوفيتش ، نائب الرئيس
للدراسات 325,294 دولار
أشلي جيه تيليس ، رئيس الشؤون
الاستراتيجية في شركة تاتا 303,030 دولار
إيفان أ فيجنباوم ، نائب الرئيس
للدراسات 301,775 دولار
المصدر: نموذج IRS 990 (الصفحة
7)، سنة التقديم 2022
2- مؤسسة بروكينجز
· هي
منظمة غير ربحية مقرها واشنطن العاصمة. مهمتها هي إجراء أبحاث معمقة وغير حزبية
لتحسين السياسة والحوكمة على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.
· 1916المؤسس
: أسس روبرت إس. بروكينجز معهد الأبحاث الحكومي
· 1921:
قام ويليام فرانكلين ويليوبي، الباحث في معهد بحوث الموازنة العامة، بصياغة
التشريع الذي أصبح قانون الميزانية والمحاسبة لعام 1921، والذي أنشأ أول مكتب
للميزانية في الولايات المتحدة
· 1927
:اندماج معهد الدراسات الحكومية مع معهد الاقتصاد (تأسس عام 1922) وكلية روبرت
بروكينجز للدراسات العليا في الاقتصاد والحكومة (تأسست عام 1923) لتشكيل مؤسسة
بروكينجز.
· له
فرع في الدوحة باسم مركز بروكنجز الدوحة
· التمويل
: يعتمد المركز على التبرعات من الأفراد والمؤسسات باعتباره مؤسسة غير
ربحية منظمة 501(ج)(3) بلغت ايرادات المؤسسة 119,341,951$ ونفقاتها
87,855,233 $
· رواتب
الاشخاص الرئيسيين
جون ألين ، الرئيس السابق حتى 6/12/22
528,277 دولار
إيمي ليو ويتمر ، الرئيسة المؤقتة
516,040 دولار
ويليام جيل ، كبير الضباط ومدير مركز السياسة الضريبية
506,525 دولار
داريل إم ويست ، نائب الرئيس ومدير دراسات الحوكمة
387,451 دولار
كاثرين أ. بيز ، مديرة الاستثمار
378,972 دولار
المصدر: نموذج IRS 990 (الصفحة
7)، سنة التقديم 2023
3- المعهد
الوطني الديمقراطي (NDI):
· التأسيس:
تأسس في عام 1983.
· التركيز:
يركز على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
· الشخصيات
المؤسسة: : يعتبر المعهد الديمقراطي الوطني قريب من الحزب الديمقراطي الأمريكي،
لكنه يتبع نهجًا مستقلًا ومتعدد الاتجاهات الحزبية، فهو يعمل مع مختلف الأحزاب في
كل بلد وليس فقط مع أحزاب قريبة من نهج وتوجهات الحزب الديموقراطي. رئيس مجلس
إدارة المعهد الديمقراطي الوطني حالياً هو توماس داشل خلفًا لمادلين أولبرايت
وزيرة الخارجية السابقة بعد وفاتها في مارس 2022، وديريك ميتشل هو رئيس المعهد منذ
سبتمبر 2018.
· التمويل:
يعتمد المعهد بشكل كبير على التمويل الحكومي الأمريكي.
· اول
مكتب افتتح للمعهد المنطقة العام 1993 في القدس والان له في 10 دول منها
العراق في بغداد و كردستان
5- المعهد الجمهوري الوطني (NRI):
التاسيس : أسس المعهد في عام 1983 بعد خطاب الرئيس الأمريكي آنذاك
رونالد ريغان عام 1982 أمام البرلمان البريطاني الذي اقترح فيه هدفًا واسع
الأفق لمساعدة البلدان على بناء البنية التحتية للديمقراطية
· التركيز:
يعمل المعهد على مستوى العالم إذ يوفر التدريب والمساعدة للأحزاب السياسية.
بصفته منظمة 501 (c)(3) معفاة من الضرائب، لا يلعب المعهد أي دور في السياسة الأمريكية
المحلية. ومع ذلك، فإن غالبية أعضاء مجلس إدارته يتم اختيارهم من الحزب الجمهوري.
· الشخصيات
المؤسسة الحزب الجمهوري
· التمويل:
يعتمد المعهد بشكل كبير على التمويل الحكومي الأمريكي.
طبيعة التمويل:
• التمويل الحكومي: تعتمد معظم هذه المراكز بشكل كبير على التمويل
الحكومي الأمريكي، سواء كان ذلك من خلال عقود مباشرة أو من خلال المنح المقدمة من
الوكالات الحكومية المختلفة.
• التبرعات: تساهم التبرعات من الأفراد والمؤسسات الخاصة في تمويل
هذه المراكز، مما يمنحها درجة معينة من الاستقلالية.
• العقود البحثية: تقوم هذه المراكز بتنفيذ عقود بحثية مع الحكومات
والشركات، مما يوفر لها مصادر تمويل إضافية.
- الأيديولوجيات التي تمثلها مراكز
الدراسات الأمريكية ؟
تتميز مراكز الدراسات الأمريكية بتنوع أيديولوجياتها، وإن كانت
تتشارك في بعض القيم الأساسية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والسوق الحر. ومع
ذلك، توجد اختلافات شبه دقيقة في التوجهات الفكرية لكل مركز، والتي تتأثر بمصادر
تمويله، وأعضاء مجلس إدارته، والباحثين العاملين فيه.
بشكل عام، يمكن تصنيف هذه المراكز ضمن الأيديولوجيات التالية:
· محافظة:تميل بعض
المراكز إلى تبني أفكار محافظة، مع التركيز على دور القطاع الخاص، وحجم الدولة
المحدود، والقيم التقليدية. غالبًا ما تدعم هذه المراكز سياسات خارجية قوية
وحازمة، وتؤيد دور الولايات المتحدة كقوة عظمى.
· ليبرالية: تميل
مراكز أخرى إلى تبني أفكار ليبرالية، مع التركيز على المساواة الاجتماعية، وحقوق
الأقليات، والتدخل الحكومي في الاقتصاد لتحقيق العدالة الاجتماعية. غالبًا ما تدعم
هذه المراكز سياسات خارجية أكثر توازناً، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي.
· نيوليبرالية: تعتبر
النيوليبرالية أيديولوجية مهيمنة في العديد من هذه المراكز، وهي تؤكد على دور
السوق الحر في تحقيق النمو الاقتصادي، وتقلل من دور الدولة في الاقتصاد.
· واقعية: تتبنى
بعض المراكز نهجًا واقعيًا في تحليل العلاقات الدولية، حيث تركز على المصالح
الوطنية للدول الكبرى، والقوة العسكرية، والتوازن القوى.
أمثلة على الأيديولوجيات في المراكز التي ذكرتها:
· معهد واشنطن لسياسة
الشرق الأدنى: يميل إلى تبني مواقف محافظة، مع دعم قوي لإسرائيل والسياسات
الأمريكية في الشرق الأوسط.
· مركز كارنيغي للسلام
الدولي: يتبنى مواقف ليبرالية، مع التركيز على الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعاون
الدولي.
· معهد بروكينجز يتبنى
مواقف تميل الى(اليبرالية الجديدة ) نيوليبراية مع التركيز الحلول
السوقية للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية
· المعهد الوطني
الديمقراطي، والمعهد الجمهوري الوطني: تميل هذه المراكز إلى تبني مواقف ليبرالية،
مع التركيز على بناء الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان.
العوامل المؤثرة على الأيديولوجية:
· مصادر التمويل: غالبًا
ما يؤثر مصدر التمويل على توجهات المركز، فالمراكز التي تعتمد على التمويل الحكومي
قد تميل إلى تبني سياسات تتوافق مع توجهات الإدارة الحاكمة.
· أعضاء مجلس الإدارة: يضم
مجلس إدارة كل مركز مجموعة من الخبراء والسياسيين الذين يشكلون توجهات المركز.
· الباحثون العاملون: يلعب
الباحثون دورًا مهمًا في تحديد الأبحاث التي يجريها المركز، وبالتالي في تشكيل
آرائه.
أهمية فهم الأيديولوجيات:
• تقييم الأبحاث: يساعد فهم
الأيديولوجية في تقييم الأبحاث التي ينتجها المركز، وتحديد مدى حيادية النتائج.
• فهم السياسات: يساعد في فهم
السياسات التي يدعو إليها المركز، والأسباب الكامنة وراء هذه السياسات.
• تقييم التأثير: يساعد في تقييم
تأثير المركز على صناعة القرار وصياغة الرأي العام.
• الأيديولوجيات ليست ثابتة،
وقد تتغير بمرور الوقت مع تغير الظروف والأشخاص العاملين في المركز.
- العلاقات بين مراكز الدراسات الأمريكية
وصانعي السياسة في الولايات المتحدة ؟
تتميز العلاقة بين مراكز الدراسات الأمريكية وصانعي السياسة في
الولايات المتحدة بكونها متشابكة ومعقدة، وتؤثر بشكل كبير على صياغة السياسات
الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
أبرز جوانب هذه العلاقة:
• توفير الخبرة والمعرفة:
تلعب مراكز الدراسات دورًا حيويًا في توفير المعلومات والتحليلات والبحوث المتخصصة
لصانعي السياسة. هذه المعلومات تساعدهم في فهم القضايا المعقدة وتطوير سياسات
مستنيرة.
• صياغة السياسات: تساهم
هذه المراكز في صياغة السياسات من خلال تقديم توصيات محددة حول القضايا المختلفة.
قد تتضمن هذه التوصيات مقترحات تشريعية، أو خيارات سياسية، أو استراتيجيات لتحقيق
أهداف معينة.
• بناء شبكات العلاقات: تربط
مراكز الدراسات صناع السياسة بالخبراء والأكاديميين والباحثين، مما يساهم في بناء
شبكات علاقات واسعة تساعد في تبادل الأفكار وتطوير السياسات.
• تشكيل الرأي العام: تساهم
هذه المراكز في تشكيل الرأي العام من خلال نشر الأبحاث والدراسات والتقارير التي
تغطي قضايا ذات أهمية عامة. هذا بدوره يؤثر على الرأي العام الذي يؤثر بدوره على
صناع القرار.
• الدفاع عن مصالح خاصة: في بعض الحالات، قد تدافع مراكز
الدراسات عن مصالح خاصة أو مجموعات ضغط معينة، مما يثير تساؤلات حول حياديتها
واستقلاليتها.
طرق التفاعل بين المراكز وصانعي السياسة:
• الاجتماعات والندوات: تنظم
هذه المراكز اجتماعات وندوات يشارك فيها صناع السياسة لمناقشة القضايا الملحة
وتبادل الأفكار.
• الإحاطات: تقدم
المراكز إحاطات لصناع السياسة حول أحدث الأبحاث والتحليلات.
• التقارير والمنشورات: تنشر
المراكز تقارير ومنشورات تحتوي على توصيات محددة لصانعي السياسة.
• الخبراء الاستشاريون: يستعين
صناع السياسة بالخبراء من هذه المراكز كمستشارين لتقديم المشورة حول قضايا معينة.
أمثلة على تفاعل المراكز وصانعي السياسة:
• التخطيط الاستراتيجي: تساهم
مراكز الدراسات في تطوير الاستراتيجيات الوطنية والأمن القومي للولايات المتحدة.
• تشكيل اللجان: يشارك
خبراء من هذه المراكز في اللجان التي تشكلها الكونجرس أو الإدارة الأمريكية لدراسة
قضايا محددة.
• صياغة التشريعات: تساهم
هذه المراكز في صياغة التشريعات المقترحة من خلال تقديم توصيات وتعليقات على
المسودات التشريعية.
التحديات التي تواجه هذه العلاقة:
• الحياد والاستقلالية: تواجه
هذه المراكز تحديات في الحفاظ على حيادها واستقلاليتها، خاصة عندما تتلقى تمويلاً
من جهات حكومية أو خاصة.
• التأثير على الرأي العام: قد
يتم انتقاد هذه المراكز لتأثيرها على الرأي العام وتوجيهه نحو آراء معينة.
• الشفافية: قد
تتعرض هذه المراكز لانتقادات بسبب عدم كفاية الشفافية حول مصادر تمويلها
وأجنداتها.
العلاقة بين مراكز الدراسات الأمريكية وصانعي السياسة هي
علاقة متبادلة المنفعة، حيث تساهم المراكز في إثراء النقاش العام وتوفير المعلومات
لصانعي السياسة، بينما يستفيد صناع السياسة من الخبرة والمعرفة التي تقدمها هذه
المراكز في صياغة السياسات
اذ تعتبر سياسة الأبواب الدوارة ذات أهمية
خاصة في سياق العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط. فالكثير من الخبراء
الذين يعملون في مراكز التفكير الأمريكية حول الشرق الأوسط لديهم خبرة سابقة في
الحكومة الأمريكية، مما يمنحهم نفوذاً كبيراً في صياغة السياسة الأمريكية تجاه
المنطقة. و سياسة الأبواب الدوارة هي مصطلح تشيرإلى
الانتقال السلس للأفراد بين العمل في هذه المراكز وبين العمل في الحكومة، سواء في
الإدارات التنفيذية أو الكونجرس.
العلاقة بين مراكز الدراسات الأمريكية
واللوبيات المؤثرة في السياسة الأمريكية
توجد علاقة وثيقة ومتشابكة بين مراكز الدراسات الأمريكية واللوبيات
المؤثرة في السياسة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات المتعلقة بالشرق الأوسط.
أبرز أوجه هذه العلاقة:
• تبادل الخبراء: غالبًا
ما يتنقل الخبراء والباحثون بين مراكز الدراسات واللوبيات. فهؤلاء الخبراء، بعد
عملهم في مراكز الدراسات وإنتاج أبحاث وتقارير حول قضايا معينة، قد ينتقلون للعمل
في لوبيات تمثل مصالح مرتبطة بهذه القضايا. وهذا التبادل يسهل تبادل المعلومات
والأفكار بين الطرفين.
• توفير المعلومات
والتحليلات: تقدم مراكز الدراسات أبحاثًا وتحليلات مفصلة حول قضايا الشرق
الأوسط، والتي تستخدمها اللوبيات لدعم حججها ومطالبها. على سبيل المثال، قد تستخدم
لوبيات مؤيدة لإسرائيل أبحاثًا من مراكز دراسات تدعم الرواية الإسرائيلية لتأثير
على صناع القرار الأمريكي.
• التأثير على الرأي
العام: تعمل اللوبيات على التأثير على الرأي العام الأمريكي من خلال
حملات إعلامية وحملات الضغط، مستفيدة من الأبحاث التي تقدمها مراكز الدراسات لدعم
حججها.
• صياغة التشريعات :تساهم
مراكز الدراسات في صياغة التشريعات المقترحة من خلال تقديم توصيات وتعليقات على
المسودات التشريعية. ثم تعمل اللوبيات على الضغط على الكونجرس لإقرار هذه
التشريعات.
• تمويل مشترك: في
بعض الحالات، قد تتشارك مراكز الدراسات واللوبيات في نفس الممولين، مما يؤدي إلى
تقارب في وجهات النظر والأهداف.
أمثلة على هذه العلاقة:
• اللوبيات المؤيدة لإسرائيل: تعمل
هذه اللوبيات بالتعاون مع مراكز دراسات تدعم القضية الفلسطينية لتأثير على
السياسات الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
• لوبيات الطاقة: تعمل
هذه اللوبيات بالتعاون مع مراكز دراسات متخصصة في مجال الطاقة لتأثير على السياسات
الأمريكية المتعلقة بالطاقة في الشرق الأوسط.
• لوبيات حقوق الإنسان: تعمل
هذه اللوبيات بالتعاون مع مراكز دراسات تهتم بحقوق الإنسان لتأثير على السياسات
الأمريكية تجاه الدول العربية.
العلاقة بين مراكز الدراسات الأمريكية واللوبيات
المؤثرة في السياسة الأمريكية هي علاقة متشابكة ومعقدة، وتؤثر بشكل كبير على صياغة
السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. من المهم فهم هذه العلاقة لتقييم المعلومات
والتحليلات التي تقدمها هذه الجهات، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن القضايا المتعلقة
بالمنطقة.
أبرز القضايا التي تركز عليها مراكز الدراسات الأمريكية في الشرق
الأوسط
تولي مراكز الدراسات الأمريكية اهتمامًا كبيرًا بمنطقة الشرق الأوسط،
وذلك لما تحتويه من أهمية استراتيجية واقتصادية وسياسية. تتعدد القضايا التي تركز
عليها هذه المراكز، ولكن يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
• القضايا الأمنية
1- مكافحة الإرهاب: تبحث هذه المراكز في جذور الإرهاب في المنطقة،
وتدرس استراتيجيات مكافحته، وتقيّم تهديدات الجماعات المتطرفة.
2- الأمن الإسرائيلي: تهتم هذه المراكز بدراسة التهديدات التي تواجه
إسرائيل، وعلاقاتها مع الدول العربية، والعملية السلمية.
3- الانتشار النووي: تدرس هذه المراكز برامج التخصيب النووي في الدول
الإقليمية، وتقيّم مخاطر الانتشار النووي، وتبحث في سبل الحد من التهديد النووي.
4- التحولات السياسية في المنطقة: تدرس هذه
المراكز التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة، مثل الربيع العربي، والحروب
الأهلية، وتأثير هذه التحولات على الاستقرار الإقليمي.
• القضايا الاقتصادية
1- أمن الطاقة: تدرس هذه المراكز أمن الطاقة في المنطقة، وتأثير
تقلبات أسعار النفط على الاقتصاد العالمي، وسياسات الدول المنتجة للنفط.
2- لتنمية الاقتصادية: تهتم هذه المراكز بدراسة سبل تحقيق التنمية
الاقتصادية في المنطقة، وتعزيز الاستثمار، وبناء مؤسسات اقتصادية قوية.
3- التكامل الاقتصادي الإقليمي:تدرس هذه المراكز
إمكانية تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في المنطقة، وتأثيره على النمو
الاقتصادي والتجارة.
• القضايا السياسية
1- العلاقات بين الدول العربية: تدرس هذه المراكز العلاقات بين الدول
العربية، والصراعات الإقليمية، ودور القوى الخارجية في المنطقة.
2- العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية: تدرس هذه المراكز
طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية، والتحديات التي تواجه هذه
العلاقات.
3-الديمقراطية وحقوق الإنسان: تهتم هذه المراكز بدراسة مسيرة
الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة، والتحديات التي تواجهها.
• القضايا الاجتماعية والثقافية
1-التطرف والإسلام السياسي: تدرس هذه المراكز أسباب انتشار التطرف
والإسلام السياسي في المنطقة، وتبحث في سبل مكافحته.
2-الهوية الوطنية والقومية: تدرس هذه المراكز الهويات الوطنية
والقومية في المنطقة، وتأثيرها على السياسات الداخلية والخارجية للدول.
2-دور المرأة والمجتمع المدني: تهتم هذه المراكز بدراسة دور
المرأة والمجتمع المدني في المنطقة، وتحدياتهما.
بشكل عام، يمكن القول إن مراكز الدراسات الأمريكية تلعب دورًا حاسمًا
في فهم التحديات والفرص التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وتساهم في صياغة السياسات
الأمريكية تجاه المنطقة.
تأثير مراكز الدراسات الأمريكية على
السياسات التشريعية والعامة وبناء الدولة في العراق
تلعب مراكز الدراسات الأمريكية، مثل معهد واشنطن لدراسات الشرق
الأدنى ومركز كارنيجي ومعهد الولايات المتحدة للسلام ومؤسسة راند والمعهد
الديمقراطي والمعهد الجمهوري، دورًا حاسمًا في صياغة السياسات الأمريكية تجاه
العراق، وبالتالي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على السياسات التشريعية والعامة
وبناء الدولة في العراق.
أمثلة على تأثير هذه المراكز:
. 1- صياغة الدستور العراقي:
• تقديم الخبراء: قدمت هذه المراكز
خبراء قانونيين وسياسيين للمساعدة في صياغة الدستور العراقي، حيث شاركوا في وضع
بنود تتعلق بحقوق الإنسان، وحكم القانون، ونظام الحكم الفدرالي.
• تقديم النماذج: اقترحت هذه المراكز
نماذج دستورية من دول غربية، مثل الولايات المتحدة، لتكون مرجعاً في صياغة الدستور
العراقي.
2. بناء المؤسسات الحكومية:
• تصميم المؤسسات: قدمت هذه المراكز
مقترحات حول كيفية تصميم المؤسسات الحكومية العراقية الجديدة، مثل البرلمان
والحكومة والمحكمة الاتحادية.
• تحديد الصلاحيات: ساهمت
في تحديد صلاحيات كل مؤسسة حكومية، وآليات التعاون والتوازن بينها.
• تطوير القوانين: قدمت
هذه المراكز مسودات قوانين في مجالات مختلفة، مثل الانتخابات والقضاء والإدارة
المحلية.
3-. تدريب الكوادر السياسية:
• برامج التدريب: نظمت
هذه المراكز برامج تدريب للسياسيين العراقيين الجدد، بهدف تطوير قدراتهم على
المشاركة في العملية السياسية وصنع القرار.
• بناء المؤسسات السياسية:
ساهمت في بناء المؤسسات السياسية العراقية، مثل الأحزاب السياسية والمجتمع
المدني.
4. التأثير على السياسة الخارجية العراقية:
• تحديد العلاقات مع الدول الأخرى:
قدمت هذه المراكز توصيات حول طبيعة العلاقات التي يجب أن يبنيها العراق مع الدول
الأخرى، خاصة الولايات المتحدة ودول الجوار.
• المشاركة في المنظمات الدولية: قدمت
هذه المراكز نصائح حول كيفية مشاركة العراق في المنظمات الدولية، مثل الأمم
المتحدة والجامعة العربية.
الاستنتاجات
تلعب مراكز الدراسات الأمريكية دورًا حاسمًا في صياغة السياسات
الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وهذا بدوره يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سياسات
الدول في المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وإيران.
ففي لبنان أثرت دراسات هذه المراكز على فهم
الولايات المتحدة لأسباب الحرب الأهلية اللبنانية، ودور القوى الإقليمية
فيها. و لعب دورًا في صياغة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية
اللبنانية. قدمت توصيات بشأن دعم الجيش اللبناني لمواجهة التحديات الأمنية.
اما ايران لعبت هذه المراكز دورًا مهمًا في تشكيل الرأي
العام الأمريكي حول البرنامج النووي الإيراني، واقترحت خيارات مختلفة للتعامل مع
هذا الملف، بما في ذلك فرض العقوبات وتغيير النظام. قدمت هذه المراكز دعمًا
للمعارضة الإيرانية، واقترحت استراتيجيات لدعمها.
لذلك يعد عملها مؤثر على سيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية
كما انها تدعم مصالح خاصة على حساب المصالح الوطنية للدول في المنطقة. و تساهم في
تأجيج الصراعات الإقليمية.
كما لعبت مراكز الدراسات الأمريكية دورًا حاسمًا في تشكيل النظام
السياسي العراقي بعد عام 2003. وعلى الرغم من أن هذا الدور كان له جوانب إيجابية
وسلبية، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثيره العميق على مسار العراق.
فلإيجابيات: تمثلت تسريع عملية بناء الدولة العراقية الجديدة و
تطوير المؤسسات الديمقراطية. تعزيز الحريات وحقوق الإنسان
اما السلبيات: فتمثلت بفرض نماذج غربية قد لا تتناسب مع الثقافة
العراقية. إضعاف المؤسسات العراقية وتقليل استقلاليتها. و زيادة التبعية
للولايات المتحدة.
الا ان تأثير هذه المراكز لم يكن ثابتًا، بل تغير مع مرور الوقت
وتغير الإدارات الأمريكية. و تأثير بالعوامل المحلية في العراق، مثل
التوازنات السياسية والطائفية والمصالح الإقليمية. تعرضت هذه المراكز للانتقاد
بسبب دورها في فرض نموذج غربي على العراق، وتجاهل التنوع الثقافي والاجتماعي
العراقي.
التوصيات :
ا- للأوساط الثقافية و الاعلامية والسياسة
· الحرص
على الاطلاع الدائم على ما تنتجه مراكز الدراسات والفكر الاميركية فيما يخص العراق
والمنطقة لأنه يمثل وجهة نظر اميركية مهمة يمكن تقيمها والعمل عليها لمواجهة
التحديات المختلفة في العلاقة مع الولايات المتحدة
· اهمية
التواصل مع هذه المراكز و محاولة ايجاد شبكة علاقات متوازنة مع الخبراء والسياسيين
والاعلاميين
· عرض
الاوضاع العراقية وبيان الرأي العام العراقي عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل
الاجتماعي بواقعية و بعيدا عن النمطية السلبية التي انتشرت منذ 2003 الى
الان
· عمل
على نشر ثقافة تعلم اللغة الانكليزية
2- الاوساط الدينية و الاجتماعية والتجار
· دعم مراكز الابحاث العراقية المستقلة
التي تملك رؤية وطنية صادقة لتمكينها من انتاج ابحاث و دراسات تساهم في تحسين
الواقع و اعداد برامج ثقافية و سياسية للشباب تنبع من واقعنا الثقافي والاجتماعي
مما يقلل انخراط الشباب في البرامج التي تعدها هذه المراكز
3-الاوساط
الحكومية والبرلمان
· تحديد
عمل هذه المراكز والمؤسسات وفق المصالح الوطنية و دعوتها لتبني برامج ندعم
مواقف العراق داخل الولايات المتحدة و في المنظمات الدولية عبر بناء شراكات
تمويلية لهذه البرامج
· الاستفادة
من الخبرات و الامكانيات التقنية و العلمية و بناء شبكة علاقات مع هذه المراكز
والمؤسسات وفقا للمصالح الوطنية
· تشجيع
فتح مكاتب لهذه المراكز و المؤسسات في بغداد و تحت انظار الحكومة وزج الكوادر
العراقية الكفوة فيها بما يعزز مواقف العراق و يدعم مصالحه
المصادر
1- مركز كارينجي الشرق الاوسط
https://carnegieendowment.org/middle-east?lang=ar
2- مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي
https://carnegieendowment.org/?lang=en
3- منظمة charitynavigator
https://www.charitynavigator.org/
4- معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى
https://www.washingtoninstitute.org/ar
5- مؤسسة بروكينغز
6- مؤسسة بروكينغز الدوحة
7- المعهد الوطني الديمقراطي
8- المعهد الجمهوري الدولي
9- وبكبيديا الموسوعة الحرة
1.