حيدر عبدالله الزركاني*
تكتسب هذه اللقاءات الحوارية أهمية خاصة في ظل غياب حوارات مفتوحة بين السياسيين والإعلاميين في المحافظات، حيث غالباً ما يقتصر التواصل على مؤتمرات صحفية قصيرة . اذ يمثل هذا اللقاء نموذجاً يحتذى به في بناء جسور الثقة بين صانعي القرار والرأي العام.
رسائل خفية وراء الكلمات:
على الرغم من أن النقاش دار حول قضايا محلية تهم أهل النجف الأشرف، إلا أن السيد الحكيم استطاع بذكاء أن يمرر رسائل سياسية مهمة، أبرزها كما أرى :
الأزمة الاقتصادية: تناول السيد الحكيم أزمة السيولة النقدية التي تواجه العراق، ودعا إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، كما شجع المواطنين على استخدام الوسائل الإلكترونية في الدفع لتقليل الاعتماد على النقد.
أبعاد أعمق:
يمكن قراءة هذا اللقاء من زوايا متعددة:
تأكيد
على دور النجف الأشرف: يُظهر هذا اللقاء اهتماماً كبيراً من قبل القوى السياسية بدور النجف
الأشرف في المشهد السياسي العراقي، حيث تعتبر هذه المحافظة منارة دينية وثقافية.
فتح قنوات للحوار: يساهم هذا النوع من اللقاءات في فتح قنوات حوار بين السياسيين والإعلاميين، مما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الشفافية.
توجهات سياسية مستقبلية: يمكن استشراف بعض التوجهات السياسية المستقبلية من خلال هذا اللقاء، مثل السعي إلى تعزيز العلاقات الخارجية وتطوير الاقتصاد العراقي.
بلا شك، يمثل هذا اللقاء خطوة إيجابية في الاتجاه
الصحيح، حيث يفتح الباب أمام المزيد من الحوارات البناءة بين مختلف الأطراف
العراقية. كما يؤكد على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في تعزيز الشفافية
ومحاسبة المسؤولين.
· * رئيس مركز المرايا
للدراسات والإعلام