في
ظل التحولات الرقمية المتسارعة، تبرز الحاجة لتعزيز الوعي بالأمن السيبراني كجزء
من الجهود الوطنية لمواجهة التهديدات الإلكترونية. في هذا السياق، تناول الدكتور
مقداد الموسوي في بحثه الذي قدم خلال ملتقى النجف الأشرف الثالث للإعلام والتواصل
الرقمي، دور الإعلام العراقي في نشر التوعية بالأمن السيبراني، مسلطًا الضوء على
التحديات الحالية والسبل الممكنة لتحسين الأداء الإعلامي.
الإعلام والأمن السيبراني: علاقة
تكاملية
وفقًا
للبحث، يُعد الإعلام أداة رئيسية في تعزيز الأمن السيبراني من خلال دوره في إيصال
المعلومات ورفع مستوى الوعي الجماهيري بالمخاطر السيبرانية. ويؤكد الدكتور الموسوي
على ضرورة استثمار الإعلام في نشر التوعية حول حماية البيانات الشخصية، التصدي
للهجمات الإلكترونية، وتعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتقنيات الرقمية.
أرقام تكشف الواقع
يشير
البحث إلى نتائج مثيرة للقلق حول ترتيب العراق عالميًا في مؤشرات الأمن السيبراني،
حيث جاء في المرتبة 129 من أصل 193 دولة وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي
للاتصالات لعام 2021. وتُرجع هذه النتيجة إلى ضعف التنسيق بين الجهات المختصة
وغياب استراتيجيات واضحة للأمن السيبراني.
استطلاع الرأي: نظرة الجمهور للأمن السيبراني
كشفت
استطلاعات رأي أجراها البحث عن مستويات متفاوتة من الوعي بين الجمهور:
- 68% من المستجيبين يتابعون تقارير أو
برامج متعلقة بالأمن السيبراني.
- يرى 80% أن الإعلام العراقي يساهم بشكل
ما في نشر التوعية، مع الإشارة إلى أن هذه الجهود بحاجة إلى تعزيز وتوسيع.
- تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي
المصدر الأبرز للمعلومات السيبرانية بنسبة 75.2%، بينما لا تحظى الوسائل التقليدية مثل
التلفزيون والصحف بنفس التأثير.
التحديات: فجوات في البنية الإعلامية
يواجه
الإعلام العراقي تحديات عديدة في هذا المجال، أبرزها:
- ضعف تدريب الكوادر الإعلامية على
التعامل مع قضايا الأمن السيبراني.
- نقص التعاون بين الإعلام ومؤسسات
الدولة المتخصصة.
- تركيز الإعلام التقليدي على
القضايا العامة دون تقديم محتوى متخصص.
.jpg)
مقترحات للتطوير
للنهوض
بدور الإعلام في نشر التوعية، قدم البحث مجموعة من التوصيات، أبرزها:
1.
تنظيم حملات إعلامية شاملة تستهدف
جميع فئات المجتمع.
2.
تعزيز الشراكات بين الإعلام والجهات
الحكومية والخاصة لتوفير محتوى موثوق ومؤثر.
3.
تدريب وتأهيل الإعلاميين على القضايا
السيبرانية لتقديم محتوى متخصص ودقيق.
نحو استراتيجية شاملة
اختتم
البحث بالتأكيد على أهمية تبني استراتيجية إعلامية شاملة تعزز ثقافة الأمن
السيبراني وتواجه التهديدات الرقمية بفعالية. ولتحقيق ذلك، يجب أن تتكاتف جهود
الإعلاميين مع المختصين في المجال لضمان تقديم محتوى توعوي هادف يعزز أمن المجتمع
الرقمي.
يمثل
الإعلام العراقي اليوم جبهة دفاعية هامة في مواجهة التحديات السيبرانية، لكنه بحاجة
إلى دعم مستمر لتطوير قدراته ومواكبة التحولات التقنية. ومع تصاعد التهديدات
الرقمية، يصبح الإعلام شريكًا لا غنى عنه في حماية الفضاء السيبراني الوطني.